68 مليون جنيه لتجهيزات المعهد:
علم المستقبل.. في الإسكندرية
تحقيق: حنان المصري
علم النانوتكنولوجى احدث صيحة لتوفير الطاقة وعلاج الامراض
في مختلف دول العالم تتجه الأنظار ـ والآن ـ الي علم النانوتكنولوجي باعتباره علم المستقبل.. وفي أول خطوة لاجراء بحوث علمية في هذا التخصص الدقيق بمصر, أقيم معهد لبحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة في مدينة مبارك للأبحاث العلمية بالاسكندرية.. فما هي أهمية النانو تكنولوجي؟ وما هي رسالة المعهد في خدمة المجتمع؟
في البداية يوضح الدكتور محمد السعدني رئيس مدينة مبارك للأبحاث أن النانوتكنولوجية علم عديد التخصصات منها الكيمياء والفيزياء وعلوم الميكروبات والعلوم البيولوجية والرياضات وكذلك علوم الكمبيوتر الحديثة وعلوم الجيولوجيا.. هذا العلم من فوائده ايجاد التوازن الطبيعي للحفاظ علي مصادر البيئة والأرض والحياة الطبيعية التي استنفذتها الصناعات التقليدية والملوثات الناتجة عن الصناعة.
واذا أمكن أن يوجد علم المواد الجديدة بديلا للمناجم والأشجار والحديد والنحاس والبترول والطاقة التي قاربت علي النضوب.. اذن نحن نحافظ علي المحيط الايكولوجي وثرواتها الطبيعية ونقلل الفاقد في طاقة الكون نفسها حيث إن الكون يعيش مرحلة التمدد البطيء بمعني أن تقل الجاذبية بين الأجرام السماوية والنجوم وهذا أحد اسباب استهلاك الأرض والمحيط البيولوجي والملوثات التي أثرت علي طبقة الأوزون وغيرها, ويضيف أن النانوتكنولوجي قادر علي إتاحة بدائل طبيعية للطاقة.
كما أنه يسهم في صناعات غذائية من المخلفات ففي الولايات المتحدة الامريكية مثلا يباع آيس كريم من مخلفات القمامة باستخدام علم النانوتكنولوجي وكذلك من خلاله هناك صناعة أنزيمات جديدة قادرة علي علاج بعض الأمراض مثل نقل الدواء للخلايا السرطانية او تسليك جلطة المخ والقلب او الشريان التاجي.
ويوضح بقوله: إن المدرسة العلمية المصرية مؤهلة للوصول للعالمية لأن المحتوي العلمي الذي يدرسه الباحثون قبل تخرجهم في الجامعات المصرية يؤهلهم لكل هذه العلوم الجديدة والتكنولوجية المتقدمة..
وعن طبيعية ورسالة معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة بمدينة مبارك للأبحاث العلمية يقول الدكتور عبد الهادي قشيوط عميد المعهد.! هو أول معهد علي مستوي الجمهورية متخصص في مجال التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة خاصة في تكنولوجيا النانو.. وقائم علي عقول شابة من علماء وباحثين عاشقين للعلم أثروا التخصص في مجال علمي يتحدث عنه العالم كله وهو النانوتكنولوجي الذي يعد المستقبل والذي سيعلب دورا كبيرا في حلول المشكلات التي يواجهها العالم في مجالات الطاقة البيئية والصحة والصناعة والزراعة.
وعن تطبيقات النانوتكنولوجي في المجتمع يقول الدكتور قشيوط! لقد نجح المعهد في تصنيع نماذج أولية تعتمد علي تكنولوجيا النانو في عدة مجالات متعلقة بالطاقة والصحة والبيئة وغيرها بهدف تطبيقها في الواقع للاسهام في حل بعض المشاكل التي يعاني منها المجتمع.. وقد ساعد علي ذلك التجهيزات العلمية الحديثة والمتطورة بالمعهد الذي يحتوي علي أحدث الأجهزة العلمية التي تساعد الباحثين علي القيام بأبحاثهم في مجال النانوتكنولوجي.
وعن النماذج التطبيقية بأستخدام النانوتكنولوجي تقول الدكتورة مروة فتحي مدرس مساعد بقسم المواد الإلكترونية بالمعهد: هناك نموذج تصنيع الخلايا الشمسية بمواد محضرة باستخدام النانوتكنولوجي وهي تعد مواد شبه موصلة تستخدم في تحويل الطاقة الضوئية الي طاقة كهربائية تستخدم لتوليد الكهرباء في كل مجالات الحياة وهو ما يطلق عليه الطاقات البديلة.
وعن أهم النماذج التي تعد من الطاقات البديلة يقول الدكتور هشام سليمان رئيس قسم تكنولوجيا النانو بالمعهد: هذا النموذج الكهروحراري يولد الكهرباء معتمدا علي فروق درجات الحرارة.. بمعني آخر ساخن بـ بارد منهما تولد الكهرباء والعكس وذلك باستخدام طاقة كهربائية صغيرة تستخدم مواد النانو في التبريد وتعد طاقات بديلة.
ونحن الآن في طور تحسين كفاءة تلك المواد المستخدمة في الكهروحراري والذي سيستخدم في مجال الصناعة حيث سيوفر استخدام الطاقة التقليدية.. وقد تم تصنيع نموذج أولي من تلك المواد وجار حاليا اختباره بالتعاون مع الجامعة الملكية السويدية وهيئة القضاء الألمانية.
ومن الأبحاث التطبيقية التي تعتمد علي تكنولوجيا النانو مجسات الأشعة فوق الحمراء والتي تم استخلاصها من مواد حساسة محضرة بتكنولوجيا النانو وعنها يقول الدكتور محمد عبد الرافع ابراهيم باحث بقسم المواد الالكترونية: هذه المجسات تكون حساسة في المدي الطيفي غير المنظور مثل الأشعة تحت الحمراء المستخدمة أساسا في الرؤية الليلية, وقد تم تحضير بعض الزجاجيات علي هيئة أغشية رقيقة يتم تخزين البيانات الرقمية عليها عن طريق تغير الشكل البللوري لها وكذلك تحضير مواد ذات أبعاد نانو مترية بطريقة بسيطة تدخل في تطبيقات الخلايا الشمسية.
ويؤكد بقوله: إن استخدام النانوتكنولوجي ساعد علي استخلاص مواد لها قيمة اقتصادية عالية مثل كرين السيليكون عالي الصلابة من مخلفات زراعية ملوثة للبيئة والمتسببة في ظهور السحابة السوداء.
ومن أكثر النماذج التطبيقية استخداما تكنولوجيا النانو في معالجة مياه الصرف الصحي وعنها تقول الدكتورة مني عبد اللطيف وكيل المعهد: لقد نجح معهد بحوث التكنولوجيا المتقدمة والمواد الجديدة بمدينة مبارك للأبحاث العلمية في معالجة مياه الصرف الصناعي وذلك بالتخلص من بعض المواد السامة بمياه الصرف الصناعي بالعناصر الثقيلة ومخلفات الاصباغ الناتجة عن بعض الصناعات مثل النسيج والورق والشاي واستبدالها بمواد غير ضارة للنبات التي سنستخدم فيها مياه الصرف بعد معالجتها بالنانوتكنولوجي.
وتشير بقولها ان المادة التي تم استخدامها في معالجة الصرف الصناعي تمتاز بأن لها ثباتا كيمائيا وثباتا حراريا وإشعاعيا عاليا لذلك من السهل اعادة استخدام هذه المياه بعد معالجتها في الاراضي الزراعية حيث أصبحت آمنة وغير ضارة.
ويعلق الدكتور محمد السعدني رئيس مدينة مبارك للأبحاث العلمية بالاسكندرية بقوله: ليس هناك جهد علمي من فراغ, بل هناك تواصل وتبادل الآراء والأبحاث العلمية وهذا ما يتم بالمدينة حيث هناك تعاون مع جهات علمية وجامعات مصرية وعالمية نتج عن هذا التعاون أن أصبحنا نملك تكنولوجيا مصرية رائدة علي مستوي العالم مثل الخلايا الشمسية فهي مستخلصة من تكنولوجيا مصرية بحتة.
ويشير بقوله: ان مدينة مبارك للابحاث العلمية تتعاون مع مجموعة من العلماء الاجانب كالسويد والألمان اللذين يعدان في المرتبة الثانية علي مستوي العالم في الأبحاث العلمية ولكن المادة المستخلصة مصرية من داخل مدينة مبارك للأبحاث العلمية وهو ما شجع العلماء والباحثين بالمدينة علي الطموح الي العالمية من خلال أبحاثهم العلمية المصرية.
الاهرام 8/3/2009