بدر الدين
عدد الرسائل : 5 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 29/09/2008
| موضوع: لقطات من سجن إمام عيسى - الجزء الثالث الجمعة 07 نوفمبر 2008, 3:44 pm | |
| صور من السجن والحياة يعتبر الشيخ عام 1962 عام لقائه بالشاعر أحمد فؤاد نجم عاما فاصلافي حياته، كان نجم خارجا من السجن لتوه ومعه ديوان ويبحث عن مغن يغني له.. فتشكلت اللحظة الفارقة: أحمد فؤاد نجم كشاعر والشيخ امام كمغني ومحمد علي يضرب على الرق..
جاءت الهزيمة على الثلاثة.. وهم يغنون للحب.. والنساء والعشاق.. فقلبتهم رأسا على عقب فتحولوا من هذا الوضع الى مغنيين رافضين للهزيمة خصوصا بعد أغنية جيفارا التي أحدثت ضجيجا ضخما في أوساط الطلاب الذين لم يعد لديهم شئ يفعلونه سوى المظاهرات. تصاعدت ظاهرة الشيخ - نجم خصوصا بعد حفلة نقابة الصحفيين عام 1968 وعرض محمد عروق أن يغنوا في برنامج خاص باذاعة صوت العرب، وهنا تبدأ اختلاف الروايات.
فبينما يروي الشيخ امام في مذكراته أن عروق عرض عليه هو ونجم شيكات قيمة كل منهم عشرة آلاف جنيه.. وأنهما اعتبرا هذه الشيكات رشوة صريحة ـ انتم عايزين تشترونا.. بس احنا ما نتبعش ـ
يؤكد رجاء النقاش في شهادته والموجودة ضمن الكتاب أن هذه القصة كاذبة من الألف الى الياء وهي تحريف للواقع وإساءة الى شخصين من أشرف وأنبل الأشخاص محمد فايق ومحمد عروق.
كما يستطرد النقاش أنه كان شاهدا أساسيا على القصة الملفقة وأن الشيك الذي صرف لهما هو 50 جنيها فقط.
نعود الى الشيخ الذي يتابع رواية صدامه مع السلطة واعتقاله عام 1969 وحبسهم انفرادي ووساطة ياسر عرفات للافراج عنهما عند عبدالناصر الذي يرفض ويعلن أنهما لن يريا النور طوال حياته.
لكن هنا أيضا ـ يرفض رجاء النقاش في شهادته هذه الرواية ويقول أن سبب الاعتقال ليس صدامية أغاني الشيخ مع السلطة ـ بل لأن عبدالناصر استمع للأغنية التي غناها الشيخ عن سيناء فغلى دمه عندما سمع عبارة: يا محلا رجعة ضباطنا من خط النار.. على أية حال ـ يمضي الشيخ في رواية مذكراته من سجن الى سجن.. ومن صدام الى صدام.
في الحقبة الساداتية والتحامه بأحداث الطلبة في جميع محطاتي.. مظاهرات الكعكة الحجرية عام 1972 وعام الحسم 73 ومظاهرات 75 ومظاهرات انتفاضة 1977 يفرد الشيخ امام في مذكراته صفحات طويلة عن أحمد فؤاد نجم.. ويقول أنه تحمل اهانات نجم منذ عام 1962 لأنهما كان شيئا واحدا أمام الجمهور لكن كان لابد لهذه الخلافات أن تنفجر بعد أن انتهت سنوات الصدام مع السلطة. يتهم الشيخ امام فؤاد نجم أنه يحب الزعامة والرئاسة وأنه حاول احتكاره وكان يستفز اذا غنى لشعراء آخرين. يختتم الشيخ مذكراته بقصته مع الشيوعية واليسار فينفي أنه اعتنق هذا الفكر أو حتى فكر في اعتناقه يوما وأنه كل ما يربطه بهذا الاتجاه وحدة الهدف.
تنتهي مذكرات الشيخ وتبدأ شهادات المثقفين ربما كان أهمها ليست كتابة عن عاصروه بل شهادة خالد حريب ابن جيل التسعينيات من احتفالية نادي السجر بالاسماعيلية
كانت هذه الشهادة.. شهادة ميلاد أن الشيخ امام لم تمت وأنه من الآن فصاعدا.. ما التقى مثقفون.. وثوريون من أي جيل قادم.. إلا وسيذكروه.
انتهت مذكرات الشيخ ـ تبقى هنا أن نذكر ـ أن أهمية المذكرات تأتي في وقت تم فيه زف الحالة الثورية من عالم الواقع الى عالم الذكرى ـ بحيث بدت هذه المذكرات وكأنها مخطوطة قادمة من عالم بعيد.
مصدر آخر لأهمية هذه المذكرات.. هو فك أو تفكيك قصة المغني السياسي.. من حالة التخشيبة الثورية واعادة تقديمهم الى الشارع العربي كلحم ودم.. هو ونجم لهما وخلافاتهما وأكاذيبهما ومبالغاتهما ـ بعد أن عرفناهما من قبل مجرد خطاب حماسي ضد الامبريالية وضد مناضلين آخر زمن في العوامات ولم يصل لأسماعهما أن جيفارا مات لا يملك المرء وهو يطوي الكتاب ـ إلا أن يسأل نفسه سؤالا ـ ربما بدا مؤلما ـ أو مفرحا.
ترى هل تعبر بنا مرة أخرى ظاهرة مثل ظاهرة الشيخ امام ذاك المغني الذي كنا نخبئ اسطوانات اغانيه من المخبرين ونخفض صوت المسجل وهو يصيح بصوته الشجي الرافض؟ أم أن شعبان عبدالرحيم هو الامتداد المنطقي للغناء السياسي ـ للشيخ امام وسيد درويش!! في زمن العولمة؟؟ سؤال نتمنى من كل قلوبنا أن تكون اجابته لا.نقلاً عن منتدى سماعى www.sama3y.net | |
|